في زمن تتسارع فيه الأحداث حتى يضيع الإنسان بين صفحات أيامه، يبرز صوت مختلف، صوت لا يدعو إلى الأمل العابر أو الوعود السهلة، بل إلى المواجهة الحقيقية مع الذات.
هذا الصوت هو صوت أحمد شماس.
من لبنان إلى تركيا، ومن هناك إلى مصر، حمل شماس رسالته التي تتجاوز الكلمات:
اصنع مستقبلك قبل أن يصنعه الندم لك.
بتعاونه مع جامعات مرموقة ومؤسسات خاصة في مصر، أطلق شماس حملة تدعو إلى التغيير المستدام، تغيير لا يقوم على الحماس اللحظي، بل على اختيار واعٍ يتجدد كل يوم، في كل لحظة، في كل نفس.
لم يأتِ أحمد شماس من بيئة تدعم الأحلام. بل نشأ في أماكن كانت الأحلام فيها ترفًا، والتغيير تهمة. في كل محاولة للنمو، واجه جدرانًا أعلى من الأمل نفسه. قاتل مرات، واستسلم مرات أكثر.
وتحولت المعارك الخارجية إلى معركة أشرس مع ذاته.
"كنت أظن أن المجتمع سرقني. كنت أظن أن الظروف قيدتني. حتى واجهت نفسي، وعرفت أنني أنا من سلّم مفاتيح مستقبلي بيدي." — أحمد شماس
كان هذا الإدراك قاسيًا.
أن تتحمل مسؤولية خيباتك، أن تدرك أن العدو الحقيقي يسكن داخلك، يتطلب شجاعة ليست للجميع. لكنها الشجاعة التي غيرت حياة شماس. ومنها وُلِدت رسالته للعالم.
الحياة: فاتورة قراراتك اليومية
في كل ثانية تمر، أنت تصنع قرارًا.
ربما دون أن تشعر، ربما دون أن تخطط.
لكن كل قرار، مهما بدا صغيرًا، يُسجل. وتمامًا كما تصل إليك فواتير الماء والكهرباء نهاية كل شهر، هناك فاتورة أخطر تصل إليك:
فاتورة قراراتك اليومية.
رصيدك قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، لكنه في النهاية رصيد أنت وحدك من ستدفعه. ولا أحد سيتقاسم معك الثمن. لا المجتمع. ولا العائلة. ولا الظروف.
"الندم هو الفاتورة الوحيدة التي لا ترحم أحدًا. كل لحظة تردد، كل تسويف، كل عذر، يضيف رقمًا جديدًا إلى حسابك. وعندما يحين موعد الدفع، تدرك أن كل شيء كان بقرارك." — أحمد شماس
الثقة في الغد الذي لم يولد بعد
تعلم شماس أن أعظم القرارات تُبنى على أرض غير مرئية. أن تثق بالخطوة التالية وأنت لا ترى الطريق كاملًا، هو أصعب أنواع الإيمان.
"تعلم من ماضيك. اختر بقوة في حاضرك. وثق بمن أنت بصدد أن تصبحه، حتى وإن بدت المسافة ضبابية أمامك." — أحمد شماس
لأن الحياة لا تنتظر. والفرص لا تطرق الأبواب بل تُخلق. وكل من تردد في صنع ذاته، اكتشف متأخرًا أن العالم لا يتوقف لمن يتردد.
لهذا يصر شماس على تكرار هذه الحقيقة:
لا تنتظر أن يتغير العالم من حولك.
تغير أنت أولًا.
ابنِ أنت أولًا. وحينها، سيتغير كل شيء.
الرسالة التي لا تموت
مهمة أحمد شماس في مصر، كما في كل مكان، ليست مجرد حملة عابرة. إنها حركة فكرية تدعو الإنسان إلى أن يكون صانعًا لحياته، لا ضحية لظروفه.
لأن الحرية لا تمنح، بل تُنتزع عبر اختيارات مسؤولة. ولأن القوة لا تهبط من السماء، بل تُبنى بصبر ووعي وألم.
"الندم لا ينسى. كل يوم تؤجل فيه بناءك الذاتي، أنت تسقي بذور ندمك القادم. اختر الآن. لا تؤجل مستقبلك أكثر مما تأجلت نفسك." — أحمد شماس
في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة:
إما أن تختار حياتك اليوم، أو تُفرض عليك غدًا حياة لم تكن يومًا جزءًا من أحلامك.